الصراع السوداني يجبر الألاف على الفرار نحو الأراضي التشادية

وصول عدد من اللاجئين السودانيين الجدد إلى الأراضي الحدودية التشادية ، وذلك بسبب اعمال العنف الذي شهدته السودان مؤخرا والذي بدأ منذ يوم السبت الخامس عشر أبريل 2023م بين قوات الدعم السريع التابعة لنائب مجلس السيادة محمد حمدان دقلو والجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان، وفي خضم هذه الأوضاع المأساوية فر عدد كبير من السودانيين من تفاقم هذه الأوضاع عبر إقليم دارفور بالسودان غربا يستظلون تحت الأشجار قرب بلدة أدري في تشاد، وفي ذات السياق أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصول ما يقدر بنحو 10 آلاف إلى 20 ألف لاجئ سوداني جديد إلى تشاد في أعقاب اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان

وقالت لورا لو كاسترو ممثلة مفوضية شؤون اللاجئين في تشاد في تصريحات لوسائل الإعلام إن المنظمات الإنسانية تراقب وصول لاجئين سودانيين جدد إلى تشاد المجاورة، مع احتدام القتال الجاري حتي اللحظة في السودان والذي دخل مرحلة الخطر في الوقت الذي تشهد العاصمة الخرطوم نقصا حادا في المواد الغذائية وماء الشرب والأدوية الطبية وتضرر عدد كبير من المستشفيات داخل السودان

وأفادت المسؤولة الأممية بإجراء مهمة مشتركة مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف، واللجنة الوطنية التشادية المسؤولة عن اللاجئين لمراقبة تدفق اللاجئين السودانيين الجدد في الشرق التشادي بهدف تقييم الاحتياجات العاجلة والاتفاق على خطة الاستجابة الفورية، وحذرت ممثلة مفوضية اللاجئين من أن الوافدين الجدد سيواجهون وضعا يتسم بارتفاع الاحتياجات الإنسانية ونقص التمويل في كثير من الاحتجاجات الأساسية والضرورية، وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر خلال الأسبوع الماضي، قبل اندلاع الصراع العسكري في السودان، من أن مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين داخليا في تشاد قد يواجهون الجوع بسبب غياب التمويل للمساعدات الغذائية اعتبارا من الاول من مايو فصاعدا

وتفيد تقارير باستمرار القتال في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، في ظل خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة والنقص الكبير في الخدمات الأساسية، وفي ذات السياق رغم قبول الهدنة الإنسانية بين الطرفين الا أن هناك خروقات وزعر شديد بين السكان، خاصة في العاصمة الخرطوم التي تشهد معارك عنيفة بالقرب من أهم المؤسسات العامة مثل القصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش ومطار الخرطوم الدولي، كما محيط تلك المرافق يشهد مواجهات متجددة ومتكررة، وقد جددت الأمم المتحدة دعوتها لحماية المدنيين والامتناع عن استهداف المدارس والمرافق الطبية، في خضم استمرار القتال مع غياب أي مؤشر على تراجع حقيقي للقتال، ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك كافة الأطراف إلى احترام القانون الدولي، بما في ذلك الالتزام بضمان سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها، ومبانيهم وأصولهم وجميع العاملين في المجال الإنساني

وقال دوجاريك إن ممثل الأمين العام في السودان، السيد فولكر بيرتس لا يزال موجودا في الخرطوم، وهو مستمر في التواصل مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو، ودول رئيسية أخرى على الأرض في إطار الجهود الرامية لتأمين وقف فوري للتصعيد وإنهاء القتال، وتشير تقارير حتى قبل اندلاع الاشتباكات كانت الاحتياجات الإنسانية في السودان في أعلى مستوياتها، إذ يحتاج ثلث عدد السكان- أي 16 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، ودفع القتال الوكالات الأممية وشركاءها إلى تعليق الكثير من البرامج الإنسانية التي يفوق عددها أكثر من 250، ومن جانب آخر فإن السلطات العليا بتشاد اتخذت كافة الإجراءات الأمنية لإغلاق الحدود البرية بين البلدين وكيفية استقبال اللاجئين السودانيين الجدد في الأراضي التشادية بالتنسيق مع الشركاء الماليين والفنيين الدوليين، الجدير بالقول فإن تشاد تعد حاليا من أكبر الدول الأفريقية استضافة للاجئين في أراضيها، حيث تستقبل لاجئ جمهورية أفريقيا الوسطى بجنوب البلاد ولاجئ لك تشاد غربا ولاجئ الكاميرون بالدائرة الأولي فرشا، بالإضافة للاجئ السودان شرقا، وفي إطار ذلك عقد رئاسة جمهورية تشاد اجتماعا وزاريا استثنائي الأسبوع الماضي لدراسة أوضاع تدفق اللاجئين السودانيين الجدد إلى الأراضي التشادية الحدودية، للتعامل مع الوضع بناء على الاتفاقية الدولية الأممية لاستقبال اللاجئين ودراسة الأوضاع المعيشية والسكن وتأمين المخيمات وحماية اللاجئين

عبدالباقي الطاهر جبريل

À propos de atpe

Vérifier aussi

Coopération : L’ambassadeur émirati fait un don à 510 orphelins

Dans le cadre de ses activités culturelles en période de ramadan, l’ambassade de la République …

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *