ATPE Agence Tchadienne de Presse Ecrite
Articles Liés
في مطلع أبريل للعام 2021م لبى نداء ربه مشير تشاد إدريس ديبي إتنو بميدان الشرف بشمال البلاد وقت أن كان في مقدمة جيشه نحو التصدي للمعارك القتالية من قبل جبهة فاكت المسلحة التي ظهرت في الآونة الأخيرة عبر فتحت شمال البلاد الصحراوي بزعامة محمد مهدي علي والتي بدأت عمليات المواجهة مع القوات المسلحة التشادية في أرض ولاية ماو، حيث احتدمت المعارك والمواجهة وقد حرص مشير تشاد أن يتولى زمام القيادة كعادته وشجاعته التي عرف بها عسكريا وسياسيا، حيث قاد جيشه وسط رمال صحراء ولاية ماو، الا أن القدر شاء برحيله
هذا وقد فقدت البلاد رجل عرفه تأريخ الحرب والقتال شجاعا دون أي تفاني دفاعا عن وطنه وشعبه مؤكدا مقولته الشهيرة سأموت في أرض تشاد فداء لوطني» حيث وافته المنية بارض القتال ونقل جثمانه إلى أنجمينا ونظم له حفل تأبين بميدان الخمسينية وشهدت جنازته حضور شخصيات دولية وإقليمية ووطنية وحزنت البلاد بموته وأعلنت البلاد عن الحداد وتضامنت دول عدة مع أيام الحداد هذه، من بينها منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأدى المسلمون صلاة الجنازة بالجامع الكبير لمدينة أنجمينا وصلى في جنازته المئات من المسلمين والمسلمات وتم نقل الجسمان إلى مسقط رأسه ليواري الثرى هناك بأم جرس
وعقب وفاة مشير تشاد رحمه تولى زمام قيادة البلاد الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو لفترة انتقالية أولى مدتها ثمانية عشر شهرا وخلال تلك الفترة حرص رئيس الجمهورية على تكوين حكومة جديدة لتسيير الأمور وعين باهيمي باتاكي البيرت رئيسا للوزراء ومنها عرج مباشرة نحو تحسين مشروع السلام بين الفرقاء وشق طريقه وسط شكوك الكثير الا أنه عقد النية لمواجهة التحديات والأزمات الواقعية في تلك الفترة، حيث بادرت دولة قطر بتنظيم طاولة تجمع الفرقاء التشاديين في الدوحة وبالفعل في مطلع الخامس عشر من مارس 2021م أفتتح أعمال الحوار الذي ضم وفدا من الحكومة بقيادة رئيس الوزراء باهيمي باتاكي البيرت وبعض من أعضاء الحكومة ومن جانب المعارضة حضر جميع ممثلي الحركات السياسية العسكرية الموقعة على برتوكول السلام بوساطة دولة قطر الشقيقة، وخلال هذه الفترة نوقش عددا من الملفات أبرزها تنظيم حوار شامل وسيادي بالعاصمة أنجمينا يضم جميع الكيانات السياسية والعسكرية والمدنية لمناقشة المواضيع المطروحة بشأن تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، بالإضافة لعودة زعماء المعارضة السياسية والعسكرية الى البلاد ومشاركتهم في الدولة وتم بنجاح التوقيع على بروتكول السلام في الدوحة ليكون أول مشروع سياسي يحظى برغبة الجميع نحو تعزيز السلام وبناء وطن يسع الجميع في تلك الفترة
وبعد ذلك عقد الحوار الوطني الشامل والسيادي بأنجمينا في العشرين من أغسطس 2021م بمشاركة جميع القوى السياسية والعسكرية بالداخل والخارج وخلال مدة ثلاثين يوما تم مناقشة عددا من الملفات الاستراتيجية الوطنية، وفي نهاية الحوار تم تعيين الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو رئيسا للفترة الانتقالية الثانية ومدتها ٤٢ شهرا تعقبها انتخابات حرة وشفافة
وفي ذات السياق نتج عن هذا الحوار حلول مشتركة ترضى جميع الأطراف وبعد الانتهاء من أعمال الحوار شرعت السلطات العليا بالبلاد في عملية تطبيق مخرجات وتوصيات الحوار الوطني الشامل والسيادي وتم تعيين رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية السيد صالح كبزابو وتم تعيين أعضاء للمجلس الوطني الانتقالي (البرلمان) وتم تكوين لجنة عليا لمتابعة وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل والسيادي برئاسة رئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد صالح كبزابو بالإضافة إلى تكوين لجنة فنية برئاسة الأمين العام للحكومة هليكي شوا
وخلال تلك الفترة الثانية من المرحلة الانتقالية أعطى رئيس الفترة الانتقالية الجنرال محمد ادريس ديبي اتنو رئيس الجمهورية أولوية لتعزيز الاستقرار والأمن والسلام والوحدة الوطنية فقد صالح بين عدد القبائل التي واجهت نزاعات طائفية ووعد بفك العزلة داخل مدينة أنجمينا بترميم عدد من شوارع مدينة أنجمينا وأمر بإطلاق مشاريع البنية التحتية المتوقفة لربط العاصمة أنجمينا مع مدن و ولايات البلاد بالإضافة إلى توظيف عدد من الشباب حاملي الشهادات دمجهم في الوظيفة العامة
وعلى المستوى الدولي شارك في عدد من المؤتمرات الإقليمية والدولية للتفاكر حول أهم الاتفاقيات والقضايا المشترك خارجيا مما أعطى هذا الوجود مكانة لدعم الانتقالية في البلاد عبر مشاريع وبرامج الشركاء الماليين والفنيين وخاصة زيارة رئيس الفترة الانتقالية الجنرال محمد ادريس ديبي اتنو إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن وناقش خلال اللقاء أبرز التحديات والأزمات والقضايا التي تواجه بلادنا في تلك الفترة مما سمح لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية بدعم تشاد ماليا حتي يتثنى لها القيام بمواجهة التحديات الراهنة
عبدالباقي الطاهر جبريل
