A LA UNE

سعيد أبكر: الطب التقليدي لا يسبب خطورة، و 90% من الأشجار تعتبر مصدراً للأدوية

مثل الطب التقليدي على مدار طيلة عقود من الزمن مصدرا للعلاج من الامراض لشريحة كبيرة من الأفراد وخاصة في بلادنا تشاد، إلا أن الاستعمال المفرض للأعشاب يؤدي الى مخاطر وآثار جانبية مما يسبب حالات من التسمم والوفيات، وفي هذا الإطار أجرت صحيفة إنفو التابعة للوكالة التشادية للأنباء والنشر مقابلة مع مدير الطب التقليدي ودستور الأدوية بوزارة الصحة العامة والتضامن الوطني الأخصائي سعيد أبكر بشير، حول هذا الموضوع، وإلى ضوابط اللقاء

صحيفة إنفو: في البداية نود أن تعرف لنا بنفسك بالنسبة للقراء؟

المدير سعيد أبكر بشير: أولا أتوجه بالشكر الجزيل للصحافة بصفة عامة المقروءة والسمعية والمرئية، وخاصة صحيفة إنفو التابعة للوكالة التشادية بخصوص الأهمية التي أو لتنا إياها، وهي تهتم بصحة المواطن أجمع وخاصة في قطاع الطب التقليدي

ثانيا بالنسبة للتعريف الاسم هو سعيد أبكر بشير اخصائي في علم الرباعيات السريرية تخصص قسم علوم الصيدلة، كما أن لدي تخصص آخر وهو علم العقاقير الطبية الذي له علاقة بمنصبي الآن، فلدي بكالوريوس في المختبرات الطبية، وهو علم يتخصص أو يتعلق بترويج الأدوية من الأصول الطبيعية، سواء كانت نباتات أو من حيوانات أو كائنات مائية، فمدير الطب التقليدي ودستور الأدوية منذ عام 2016م

صحيفة إنفو: في 31 من شهر أغسطس الماضي احتفلت البلاد باليوم العالمي للطب التقليدي، ووزارة الصحة العامة والتضامن الوطني ومنظمة الصحة العالمية في الصفوف الأولى ضمن المحتفلين، ما تفسيركم لذلك؟

المدير سعيد أبكر بشير: تذكيرا لهذا اليوم هو يوم تاريخي نحتفل به منذ واحد وعشرون عاما، وبقرار صادر بعد اجتماع وزارة الصحة مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في العام 2000م، وبعدها قرروا بأن تقام هذه الاحتفالات، وبلدنا تشاد من ضمن الدول التي وقعت على الاستراتيجية العالمية لترويج الطب التقليدي، وهذه الاتفاقيات ساهمت كثيرا في حث الحكومة التشادية في تقديم الكثير من المبادرات من أجل الطب التقليدي، فكل دول إفريقيا تحتفل بهذا اليوم وهذا بقرار تم التوقيع عليه من قبل جميع وزراء الصحة بالقارة، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لذا فتشاد تحتفل به بالتنسيق مع مكتب المنظمة فرع تشاد وكذا المعالجين التقليديين بأنفسهم

صحيفة إنفو: في السنوات الماضية كانت منظمة الصحة العالمية والأطباء يوصون ويمنعون المرضى و المواطنين من تجنب الذهاب إلى الأطباء التقليديين ، لكن اليوم الطب التقليدي أصبح له مساحة واسعة في الانتشار، قراءتك لهذا الانتشار؟

المدير سعيد أبكر بشير: في الحقيقة أنا لا اتفق معكم في هذه المسألة بأن منظمة الصحة العالمية تحس الناس أن لا يذهبوا إلى الأطباء التقليديين، فهذا الكلام يعتبر ادعاءات فقط، وإن الحقيقة أن منظمة الصحة هي التي تحث الدول لإدماج الطب التقليدي في النظام الصحي، ومنذ عام ٢٠٠٠م كل الدول وقعت على هذه الاتفاقية وتشاد اعلنت بعد ذلك بمزاولة نشاط الطب التقليدي، واعتمدت البلاد سياسة وطنية في الطب التقليدي، وهذه السياسة مرت على مجلس الوزراء وتم اعتمادها والمصادقة عليها، أما منظمة الصحة العالمية هي التي تحثنا وتدعمنا فنيا وماليا لكي نستطيع إدماج الطب التقليدي في النظام الصحي بالطريقة الصحيحة وبشكل فعال بحيث يكون الطب التقليدي هو المكمل للطب الحديث

وهنا دعوني أرجع قليلا لفترة الاستعمار، لما دخل المستعمر إلى تشاد وغيرها من البلدان الأفريقية منع المواطنين من استعمال ومزاولة مهنة الطب التقليدي، فالمواطنين كانوا يذهبون إلى الأطباء التقليديين، وهذا المنع يتعلق بالاستعمار وليس له علاقة بالصحة العالمية، إلى أن جاء عهد ما بعد الاستقلال ورجع الطبيب التقليدي يأخذ مكانته في المجتمع رويدا رويدا، إلى أن شهدت منظمة الصحة العالمية أهمية الطب التقليدي وأدرجته ضمن منظومتها الصحية

حاليا نحن في تشاد في البداية لكن في بعض الدول لا يتحدثون عن الطب التقليدي بل يسمونه الطب التكميلي، لأنه يأتي مكمل بالرغم من أن لكل منهما حدوده ومساحته العلاجية

صحيفة إنفو: هل نستطيع اليوم القول بأن الطب الحديث وصل إلى حده؟

المدير سعيد أبكر بشير: لا نستطيع أن نقول بأن الطب الحديث وصل إلى حده ، يوجد نقص في بعض الجوانب والطب التقليدي أيضا له بعض السلبيات والنقائص، فبعض الأمراض لا نستطيع نهائيا أن نعالجها بالطب البديل والعكس صحيح، فكل واحد منهما مكمل للآخر، فنحن اليوم في طريقنا لكي ننسق عمل الأطباء التقليديين مع الأطباء، فإذا قلنا هذا له حدود فيكون مشكلة، إلا أن الطب الحديث له نقائصه، وهذه النقائص في مجال الطب الحديث أدت إلى البحث عن حلول في جانب الطب التقليدي وخاصة في بعض الوضعيات، والأدوية التي ترونها موجودة في الصيدليات 25% منها هي ذات أصل طبيعي

صحيفة إنفو: تناول الأدوية لها جرعة محددة يوصي الأطباء المرضى بتناولها، عكس الطب التقليدي و منظمة الصحة العالمية توصي باستعمال الطب التقليدي، ألا يمثل ذلك خطورة للمرضى؟

المدير سعيد أبكر بشير: الطب التقليدي لا يسبب خطورة كان ولازال هو المرجع الوحيد لاستعمال، بحيث نجد 90% من الأشجار تعتبر مصدراً للدواء ، لذلك فـ 80% من المواطنين الأفارقة يستعملون الدواء التقليدي للعلاج وخاصة السكان المتواجدين في الريف، لأنه متوفر بكثرة وسعره محدود في متناول الجميع، والأطباء التقليديين متواجدين في كل المناطق ليس كالأطباء العاديين

فالطب التقليدي استعماله وخطورته أقل من تناول الأدوية الحديثة، لأن أغلب الأدوية أو الأعشاب ليس لها آثار جانبية، فإذا كان المريض استعمل الأدوية بنفس الطريقة والصورة التي وصفها له الطبيب أو المعالج التقليدي، فهذه الأدوية خالية من الآثار الجانبية، في حين أن أغلب الأدوية الحديثة المتواجدة في الصيدليات لها آثار جانبية، وهذه الآثار تكاد تكون معدومة في الطب التقليدي، إلا إذا بالغ الشخص المريض في استعمالها، لذا يقال كل شيء إذا زاد حده انقلب ضده، وكما يقول أحد العلماء كل دواء مادة سامة إلا الجرعة فهي تحدد العافية فيه، لذا يجب أن نفكر في خطورة تناوله بكمية كبيرة، وعلى المواطنين والمرضى الذين يرجعون إلى المعالجين التقليديين أن يحترموا الكمية التي وصفها لهم الطبيب التقليدي

والأطباء التقليديين لديهم مهارتهم في تعديل هذه الكمية، لكن تنقصهم الفكرة في محتويات المادة المكونة، بمعنى هذه المادة مكونة من أي مواد وتنتهي في أي فترة، وهل يمكن أن نستعملها لعلاج عدة أمراض!، فالطبيب التقليدي تنقصه المعلومة المكونة للمادة فقط، وإلا عن كيفية استعمال الأدوية لديهم الخبرة والمهارات

لذا من واجبنا أن نوسع النطاق، وندعو الشركاء بدعمنا في الوحدة البحثية التي تم تأسيسها منذ ثلاثة سنوات لكنها لم تبدأ العمل بسبب نقص المعدات ونقص بعض الفنيين الذين يحتاجون إلى تكوين في الخارج، ثم إعادتهم إلى البلاد من أجل تطبيق ما تلقوه في البلاد، لنكون مثل بقية الدول المتقدمة في هذا المجال مثل الكاميرون ومالي الذين لديهم مختبرات تعمل على تقييم مواد الطب التقليدي، فالوحدة البحثية إذا بدأت نشاطها سيكون لديها وحدات فرعية في الأقاليم وتساعدنا في تفادي التسمم وتفادي تعاطي الجرأة العالية كما تساعدنا في تحليل الكميات في استعمال الأدوية

صحيفة إنفو: كلمة أخيرة سيادة المدير

المدير سعيد أبكر بشير: أنتهز هذه الفرصة لندعو منظمة الصحة العالمية أن تساعدنا بخبير ليساعدنا فنيا في هذا المجال، كما نوصي الأطباء التقليديين أن ينسقوا مع الأطباء بالمستشفيات، وعلى المرضى أن لا يبالغوا في أخذ جرعات زائدة من الأدوية التقليدية

عبد الرحمن موسى آدم

À propos de atpe

Vérifier aussi

Santé publique : Les assises de la 28ème session du comité directeur se tiennent à N’Djamena

Le secrétaire général du ministère de la Santé publique et de la Prévention, Dabsou Guidaoussou …

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *