A LA UNE

ظاهرة التغير المناخي تحدي كبير يواجه القطاع الزراعي و الثروة الحيوانية بالبلاد

تظل ظاهرة التغير المناخي أكبر تحدي يواجه القطاع الزراعي والرعوي بالبلاد على وجه الخصوص حيث تعد الزراعة والرعي من المهن الأكثر شيوعا في معظم مناطق البلاد وتمارس الزراعة بشكل رئيسي في مناطق السهل الفيضي لنهر لوقون، وفي حوض بحيرة تشاد وحولها، ومناطق أخرى مثل السلامات وحجر لميس وشاري باقرمي الأوسط والبطحاء وقيرا ووداي ووادي فيرا ومايوكيبي شرق وغرب، مندول وغيرها من المناطق، اما الرعي فينتشر في شبه المناطق الصحراوية ومناطق البطحاء وحتى الجنوب، وقد كانت الزراعة والثروة الحيوانية هما العمود الفقري للاقتصاد الوطني قبل استخراج البترول، وتقدر الأراضي الصالحة للزراعة بآلاف الهكتارات، الا أن نسبة استغلالها تعد ضيئلة جدا وتكثر زراعة القطن والذرة، والدخن والفول السوداني، والأرز، والسمسم في جميع المناطق الزراعية

في الفترة الاخيرة أي قبل ثلاث أواربع سنوات طفت على السطح ظاهرة هطول الامطار قبل بداية فترة الخريف المعروفة مما يعني أن ظاهرة التغير المناخي في ازدياد مع اعتماد بلادنا بالأساس على الزراعة المطرية لعدم وجود مشاريع وطنية كبيرة تعتمد على الزراعة المروية بالرغم من جود الانهار الدائمة والموسمية في أغلب مناطق الإنتاج الزراعي، وقد كان الموسم الزراعي المنصرم غير ناجح بسبب أزمة تغيير المناخ التي شهدتها عدة مناطق من البلاد، وذلك أما بداية مبكرة أو متأخرة لهطول الأمطار، من ثم لحقتها فيضانات تسببت بخسائر جسيمة بسبب إرتفاع منسوب نهري شاري ولوغون أدت إلى إتلاف المزارع والمحاصيل الزراعية وإفساد الحبوب في أغلب المناطق الزراعية ، وكبدت المزارعين خسائر فادحة مما تسبب في نزوحهم إلى مناطق أخرى وأيضا أثرت بشكل كبير على الماشية وقد تعرض بعضها الى النفوق جراء قلة الكلأ والمراعي

 أما المناطق التي لم تلحق بها أضرار الأمطار فقد تسبب قلة الأمطار وتأخرها إلى إتلاف المنتجات المزروعة بسبب شح و جفاف التربة، ومن ثم ظهرت الحشرات والآفات الضارة، مما ساهم ذلك في إرتفاع أسعار الحبوب وغيرها من المواد الزراعية والغذائية، مما دفعت الحكومة الانتقالية إلى إعلان حالة الطوارئ الغذائية

هذه الأزمات كشفت للحكومة مدى ضعف إمكانياتها في مواجهة الكوارث الطبيعية وبينت مدى ضعف البنية التحتية الأساسية وعدم قدرتها في تحدي مثل هذه الظواهر الطبيعية وضعف الخطط والإستراتيجيات المتخذة لحل مثل هذه المشاكل الغير متوقعة

يجب على الحكومة أن تعي درس الموسم الزراعي الماضي 2022 وتركز بشكل كبير على التنسيق والعمل مع الارصاد الوطني قبل الشروع في اطلاق الحملة الزراعية للموسم القادم حتى يتم تفادي اخفاقات الموسم السابق، كما يجب أن تقوم الحكومة عبر وزارة الزراعة في تقديم جميع التسهيلات للمزارعين وأهمها البذور والمبيدات الحشرية والجرارات للمساهمة في توسيع الرقعة الزراعية مع زيادة حملات التوعية لاستخدام الآلات الزراعية عوضا عن الزراعة التقليدية، وكذلك حث المزارعين على عدم التسرع في حرث الأراضي الا بعد إعلان الحكومة عن بداية الأنشطة الزراعية وأن تضع الحكومة استراتيجيات متقنة لتعزيز أداء القطاع الزراعي في البلاد وضرورة تبني الحكومة لفكرة الزراعة المروية إلى جانب المطرية في مناطق قرب احواض الأنهار كالبحيرة و نهري لغون وشاري وتشييد السدود للاستفادة من مياه فيضانات الأنهار والتحكم بها مما يساهم في عمليات سقي المحاصيل الزراعية

وأن تقوم الحكومة بتعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة في مجال الزراعة لتبادل الخبرات والتجارب والاطلاع على الابتكارات الحديثة اسوة بغيرنا من دول الجوار والتي تقدمت بشكل ملحوظ في القطاع الزراعي، كما يجب أيضا على الحكومة ووزارة الثروة الحيوانية على الخصوص بتنظيم الحملات التوعوية بخصوص بداية فصل الخريف مع الارصادات الجوية اسوة بوزارة الزراعة حتى لا يؤدي إلى خسائر لاصحاب الثروات جراء نفوق المواشي

عمر يوسف عمر

À propos de atpe

Vérifier aussi

Faune : l’oryx algazelle n’est plus classé comme « éteint à l’état sauvage » par l’UICN

L’Agence pour l’environnement d’Abu Dhabi (EAD) a annoncé ce lundi 11 novembre 2023 que son …

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *